2005
ستيف سابيلا فنان من القدس، اختار الكاميرا للبحث في الذاكرة وتدوينها بالصور ومحاولة إحيائها من جديد. يبحث في الضوء عن عتمة محببة وتأخذه عتمة الصور إلى رؤيا أوسع. يغوص في أبعاد المكان ساعياً لخلق أبعاد أخرى. يحلّق في مساحة لا تنتهي من الشخوص والمكان والذاكرة والمسافات.
حين التقيته في ليل غزة كان البحر وعتمة الغيمات الداكنة والسماء المزينة بنصف قمر وأضواء مراكب الصيد، خلفية للحوار.
ستيف يتحدث كمن يرسم لوحة أو يكتب نصاً، صوره عالمه ، تلك التي تحمل واقعاً فلسطينياً حقيقيا بعيدا عن المباشرة ونشرات الأخبار والمكرر والعادي. بمناسبة معرضه الجديد "كان ياما كان" الذي سبق وافتتح في رام الله وسيفتتح في العشرين من شهر أكتوبر الحالي في المركز الثقافي الفرنسي في القدس، واقتناصاً لزيارته لغزة أجريت معه هذا الحديث حول تجربته الفنية.
يقول ستيف: كان "بحث" هو أول معرض لي، وقد كان بالأبيض والأسود. علاقتي قديمة بالأبيض والأسود بحيث يكاد يكون بيتي خالياً من الألوان، لأنني أتعامل بشكل يومي مع مختلف الألوان ولابد لي في النهاية من أن أستريح من الضجيج اللوني. في الأبيض والأسود يتجلى الجانب الروحاني في محاولة للهرب من الواقع الضاج باللون ومحاولة رؤية ما لا تراه العين والتركيز على خلق الجمال. يأتي توزيع الضوء بين الأبيض والأسود ليحمل المُشاهد إلى عالم هادئ وشفاف للتأكيد أننا نمتلك كل هذا الجمال بداخلنا، لكننا نغفل عن رؤيته.
في معرضي الثاني "هوية" أحاول العودة للطفولة من خلال الطبيعة لمساءلة كل شيء، حتى لو كان فرشة ملقاة على الرمل، أو شجرة تجاور سماء زرقاء، الأزرق هنا سيد المجموعة لكنه ازرق يحتفي بخصوصيته ووحدته وفرادته ولا ينفصل عن الواقع. ازرق لم يعد يلتفت إليه احد أسعى إلى إعادته إلى أذهان الناس. هذا العمل كما أراه هو احتفال بالوحدة وصراع بين مقدمة الصورة وخلفيتها، إعادة رؤية للحقيقة من زاوية ثالثة للغوص فيها ومعرفتها جيدا؛ وفي داخل هذه الصور رحت أرى؛ حيث استطعتُ أن أرى من خلال صوري لأجد عالماً كابوسياً ، فحاولت مثل من يستيقظ من كابوس مرعب أن أقف على أرض أعرفها.
...
Leave a comment