14 وبالعودة إلى الفلسطيني "سابيلا" في منفاه، نجده يتحدث عن كيف أنه قضى الشطر الأعظم من حياته في القدس المحتلة، حيث عملت المستعمرة المسماة "إسرائيل" على تأكيد نفوذها على الأرض، وعانى من استعمار المخيلة إلى درجة أنه احتاج إلى اقتلاع نفسه من المكان ليعيد السيطرة على مخيلته، أي ليتحرر من القيود النفسية والفكرية. الصورة بالنسبة له هي موضع الصراع، صور تُبنى بإرادة أنظمة وحركات هي ذاتها التي عمل كاريكاتير اللاجئ "ناجي العلي" على تحرير وعي ومخيلة العربي، والفلسطيني بخاصة، من سطوتها، وعلى تشجيع تشكيل مخيلة جديدة. ولكن هذه ليست مهمة سهلة، فالطريق، حسب "سابيلا"، ممتلئ بعقبات بصرية وصدام مع الصور المتشكلة حديثاً. وفي ضوء أن عالما مزدحماً بالصور التي يجهد أصحابها في إحلالها محل أي مرجعية ملموسة، ويتوسع "أرشيفه" الخيالي باستمرار، ويؤثر على إدراكنا للحياة، نتساءل عن مكان هذه المراجع وعن كيفية العثور عليها. وحين تتوسط الصور الخيالية بيننا وبين العالم علينا أن ننقب في هذه الصور الخيالية لنفهم من نحن ومن أين جئنا. وسيكون فهم كيف يعمل "الواقع الجديد" حاسم اً .
Leave a comment