19 اغسطس 2019
ربما ليس لديك الوقت الآن وأنت في جوقة اكتشاف الغياب، خلف هذا الزمن، لترى ماذا فعل غيابك وكم أثّر فينا. ما هذا الذي فعلته بنا يا كمال؟ فأنت رجلٌ منظَّم في مواعيدك أكثر من الساعة نفسها، كيف تذهب هكذا بدون أن ترنو لنا حتى بإيماءة لذلك.
ولكن لا عليك يا صديقي، فأنا واثقٌ بأنك حتى في هذا كنت قد رتّبت ذلك مسبقاً، لأنك أنت من علَّمنا بأن لا خير في أي شيء قبل إتمامه. وأمّا عن استغراب الجميع دون استثناء لرحيلك السريع هذا، فهو نابعٌ من إيمانك الكبير بأن صورة الحياة هي الأقوى دائماً، وأنه لا يمكن للإنسان أن يختفي بلا أثر.
أنت تعرف يا كمال كم شعرت بالرعب حين تركتُ المنزل لأول مرة. لأنني لم أكن أعرف سوى "فلسطين"، هل تعرف كيف ثابرت؟ بمعرفتي فقط أين كان موطني، وأنني دائماً أجد الطريقة الخاصة بي لأعود إليه. هذا ما تعلّمتُه منك أيضاً، ولولا الشجاعة التي أمددتنا بها لكنا ربما قد استسلمنا.
Read online
Leave a comment