2020
"الأرض الحرام" هو عمل من ثلاث لوحات فوتوغرافية بعرض ستة أمتار، وقد تم، إبرازه أيضاً، ضمن عرضللمتحف الفلسطيني بعنوان "اقتراب الآفاق: التحولات الفنية للمشهد الطبيعي"، هل يمكنك أن تتحدث لنا أكثرحول عملية صناعة هذا العمل تحديداً؟
نظراً للحالة الطارئة الوجودية غير المسبوقة التي نعيشها اليوم، فقد تغيرت إجاباتي عن الأسئلة المطروحة. ونحن نراقب ما يجري، يمكننا أن نرى أن هذه الجائحة ما هي سوى "تسونامي بطيء الحركة" لا يهدد بهذا المعنى الحياة على كوكب الأرض، بل هي "الحضارة الإنسانية" التي تجد نفسها على المحك. فكوكب الأرض أوجد زر إعادة التشغيل الخاص به حتى تتمكن الحياة من الاستمرار، لكن ربما ليست لنا. ولعل ما سيتبقى مستقبلاً لن يكون سوى شذرات وبقايا من الأعمال والفنون لتروي قصتنا، وآمل أن لا تكون على جدران الكهوف مجدداً.
إن لم نستيقظ الآن فقد ينتهي بنا المطاف سائرين على الطريق نحو الأرض الحرام، اسم العمل الذي قمت بتعليقه في المتحف الفلسطيني. نحن في حقبة من التغيير والفرص والإبداع والخيال وما هو جديد، وعلينا أن نودّع عصر الحروب والكراهية. ففي عصر ما بعد سيناريو نهاية العالم "الكوروني"، لن تقوم قائمة لأي قائد في العالم، هذا إن تبقى أي قادة، ما لم يتبنَّ وعياً قاطعاً بضرورة حماية الكوكب أولاً، يليه توفير الرفاهية والضمان للمواطنين كافة بشكل متساوٍ.
في الأرض الحرام، يستطيع الشخص أن يرى أشكالاً متنوعة من بقايا الحياة، حيث أوراق الشجر اليابسة، والريش، وحبوب اللقاح، والغبار العابر، تخلق مشهدية جديدة يشوبها عدم وضوح فيما إذا كنا فوق المياه أو في أعماق المحيط، في أعالي الفضاء أو تحت الأرض، أو فوق سطح أرض محروقة متحجرة. وهناك، أيضاً، تلك الأشكال البيضاء في الأرض الحرام، تبدو وكأنها أشكال تشبه البشر، ولكنها في حالة من الضياع والغرق. تعبر هذه الصورة، بأشكال مختلفة، عن الحالة الجسدية والنفسية التي يعيشها العديد من الفلسطينيين، حتى أولئك الذين ظلوا في أرضهم، وهي الآن، قد تكون تعبيراً عن واقع حياة قد يحل ويباغت البشرية جمعاً في لمح البصر.
يلهمنا هذا العمل "الأرض الحرام" لأن نتخيل الجمال في عالمنا، وأن ننظر إلى ما وراء السطح الخارجي، تحديداً في هذا الزمن من التغييرات المتلاحقة في كل ما يحيط بنا.
...
Leave a comment