Oct 17, 2016
تجربة الفنان «ستيف سابيلا» ابن القدس، حامل الهوية المتراكبة، الفلسطيني/المسيحي/العربي، مضافاً إليها الهوية الكوكبية حسب تعبيره، تجربة متفردة في عالمين، عالم التصوير وعالم الكتابة. ومع صدور كتابه «معضلة مظلة هبوط»، أو مفارقة مظلة هبوط بمعنى أدق، باللغة الإنجليزية، يتجلى هذان الوجهان معاً، ولكن للتجربة الشخصية التي لا تنقسم بين الذات والموضوع، أو بين الأنا والآخر، بل لتحتفظ بتناغم داخلي معبر عن حياة تولاها شعور بالنفي والاقتلاع منذ الصغر.
في القدس، وقد ولد فيها وهي محتلة، لا يشعر الفلسطيني أنه ضحية عملية نفي متواصل لذاته فقط، بل ولمدينته أيضاً، هذه المدينة التي تحولت حسب مشروعه الاستقصائي إلى انعكاس لذاتها، صور متعددة بتعدد المنفيين. تحولت إلى صورة متخيلة. وكشف هذا المشروع، ليس عن صور مختلفة فقط، بل وعن معانٍ للمنفى مختلفة. على رأس هذه المعاني يأتي السؤال عن الهوية، ذلك الذي يلح إلحاحاً وجودياً جارحاً، ماهي الهوية؟ هل هي هذه المعطاة بالكلمات؟ هل هي هذه التصنيفات التي نولد فيها ونواصل حياتنا في ظلالها؟
الجواب الراهن فلسطينياً طرحته تجربة إدوارد سعيد، وقوله بالهوية ذات الطبيعة السائلة التي لا تستقر، أولا يجب أن تستقر، بوصفها ما يمكن أن يبدعه الإنسان في تحول دائم. ولكن ستيف يضيف معنى جديداً في كتابه يستمده من حياته في القدس المنفية، ثم من منافيه، في لندن وبرلين، حيث يقيم. إنها الهوية المتراكبة التي تصعد من الأولى من البداية، حيث ولد ضمن التصنيفات الجارية، من العائلة ثم المجتمع فالوطن، وأخيراً هذا الوطن الأوسع، وطن الإنسان. لا يقول ستيف إنه مع قضية شعبه المعرّض لكل صنوف الاقتلاع من الذات والأرض، فهذه بديهية لا تناقش، ولكنه وهذا هو الأكثر أهمية مع «العدالة»، مع «الحق» أياً كان مكانه وزمانه. هنا يعلو الفنان نحو هوية يبدأ هو بتطريزها، والتعبير له، ... بخيوط نابعة مما يرى ويعلم ويتعلم.
Read Online
Download
Leave a comment